احياناً احب ممارسة الفن لذاته، ليس ارضاءاً لأحد ولا منافسة لخصم.
عندما يعمل ما أسميه شعلة الجبين، بمجرد نظري لصورة جميلة، أشعر بأني انتمي لجمالها ثم انتمي لمصورها ثم انتمي لمجتمع الصورة ومن ثم انتمى للصانع الاكبر سبحانه، فأقشعر.
عندما افهم ما يقصده الفنان من وراء فنه حتى ولو لم يكن يقصده اصلاً، عندما أفهم حالته الشعورية عندما اختار ان يضيف اللون الاصفر للنص المكتوب على صورة اغلبها خضراء، لتتماشى مع لحنه الموسيقي، يمكنني بدقة شديدة ان اضع رجلي في حذائه وتلمس ما شعر به في لحظة اليوريكا الفنية.
هذا فعلاً ما يسعدني هذا فعلاً ما يشدني لهذا العالم المائي الهلامي المتمدد القوي والضعيف في آن واحد.
عندما يحاولون رجال المادة تحويل عالمي هذا الى عالم مادي مرتبط بالارقام والعلاقات وبذل الجهد، لا يناسبني ابداً واشعر بشعور غير مريح في معدتي، وهذا هو مؤشري الاول لعدم صلاح الحال، ومع ذلك يمكنني فعل الاثنين ولكن!
مقاولين البناء المنددين بإسم الفن لا يمكنهم ابداً خداعي ويشعرون مباشرة بطاقتي الفنية وان لم افتح فمي ولم احرك ساكناً فهي في العين فالعين لا تكذب ابداً.
لا تحاولون تحويل ما احبه الى ساحة للعراك على كثرة الاسلحة والمعدات ولا غزارة في الانتاج والقتل.
الفن الذي احبه هو الجمال لذاته وليس القتل والعراك بإسم الجمال والانجاز وسرعة التنفيذ.
لذلك سعادة الانجاز الفني قد تأتي من كتابتك لنص استشعرته حقاً حقاً من غير تعديل او عرض على عميل قد اطفئ سيجارته في كعكتك المصنوعة بإتقان.
لذلك يا صديقي قم من مكانك واعمل واعمل واعمل لكي تصل الى ما يمكنك الوصول اليه لك انت وحدك ليس لأحد بل لك وللفن وللجمال الذي لم يحيا بداخلك .. انت الوحيد القادر على إيقاظه. تعلم وجرب ثم اعد التجربة.
احمد بوجيري
يوليو ٢٠٢٢